-A +A
صالح الزهراني (جدة)
يعد سوق الشوكولاته من الأسواق التي تتنامى سريعا في المملكة، وكان حجم الواردات من المنتجات الغربية يمثل رقما ضخما في الميزان التجاري للمملكة وخاصة الواردات من إيطاليا وسويسرا وبريطانيا وفرنسا وبلجيكا، الأمر الذي حفز العديد من شباب الأعمال لاقتحام هذا المجال، حيث تم تشييد العديد من المصانع التي تنتج أفخر الأنواع لمواجهة المتطلبات المتزايدة سنويا، سواء للمناسبات أو الأعياد. ولمعرفة الجديد في هذا الشأن، التقينا رجل الأعمال وخبير الشوكولاته طارق الحربي، فكيف بدأت الفكرة لديه لدخول صناعة الشوكولاته، وما الذي شجعه على اقتحام هذا المجال الصناعي الجديد والمغامرة فيه، على الرغم من أن هذه الصناعة مرتبطة تقليديا بالخبرات الغربية وليست المحلية، فقال: بمتابعتي لحجم الواردات الضخم من الشوكولاتة من الخارج، وحجم الاستهلاك المحلي اكتشفت أن هناك فرصا هائلة للاستثمار في هذه الصناعة، فأنشأت مشروعا طموحا، أردت من خلاله التواجد في السوق المتنامي والحيوي، من خلال طرح الطراز البلجيكي بذائقة سعودية، لذا كنت حريصا على إعطاء البعد الشبابي السعودي للمنتج، ومعرفة ماذا يريد المستهلك المتذوق، وكيف يريد أن يكون المنتج في نهاية الأمر، كل ذلك قمت به عبر دراسات واستبيانات، من أجل التعرف على وضع السوق، ومعرفة متطلبات الشباب وماذا يفضلون، وكيف يريدون إخراج الشكل النهائي للمنتج؟، أسئلة كثيرة حصلت على إجاباتها، من خلال دراسات ميدانية استقصائية لهذه الفئة المهمة من المجتمع، ومن ثم انطلقت في مشروعي.
• ماهي أهم الدراسات التي توقفت عندها واستفدت منها؟

•• اطلعت على دراسة ميدانية في إحدى الصحف قبل سنوات، أكدت أن 99% من الأطفال السعوديين يفضلون تناول الشوكولاته، وأن أكثر من 67% منهم يتناولونها مرتين يوميا، كما أن 91% يتناولون التسالي و45% منهم يتناولونها مرتين يوميا، واتضح أن 73% من الأطفال يتناولون المشروبات الغازية، وأن أكثر من 64% منهم يتناولونها يوميا مرتين.
وأشارت الدراسة إلى أن 99% من الأسر يفضل أطفالها الشوكولاته، بينما 30% منهم يفضل أطفالهم تناول الحلوى الملونة، وأفاد أن 28% من الأسر أطفالهم يفضلون أي حلوى جديدة ويقبلون عليها، ما يكشف التأثير الواضح لوسائل الإعلان على الطفل. ومن ناحية أخرى كان 21% من الأسر يفضل أطفالها حلوى المصاص وبسكويتات الويفر بالكريمة، وذلك بنفس النسبة لكل منهما. كما بينت الدراسة أن 1% لا يتناول أطفالهم أي نوع من الحلوى.
وهي دراسة مهمة تضاف إلى باقي الدراسات الأخرى الموجودة، إضافة إلى أن المجال مفتوح لتقديم العديد من الدراسات العميقة الأخرى التي كان لها دور كبير في جعلنا نقدم على فكرة المشروع ونقتنع بجدواه.
• الآن وبعد أن اقتحمت صناعة الشوكولاته هل تغيرت نظرتك للسوق، وما الجديد، نريد أن نعرف أكثر عن حجم السوق السعودي، وأين نحن؟
•• يعد سوق الشوكولاته في المملكة الأكبر في المنطقة، حيث يصل إلى 40% من حصة دول المنطقة، حيث يتجاوز عدد المصانع السعودية قرابة 20 مصنعا، ويقدر حجم ما ينتج في المملكة من الشوكولاته قرابة 27 طنا سنويا.
• ما مدى قدرة صناعة الشوكولاتة السعودية على منافسة المنتجات الأخرى المستوردة ذات الجودة العالمية؟
•• نستطيع القول إن بعض المصانع السعودية الآن تنتج منتجا يضاهى مثيله في الدول الأوروبية، حيث أصبحت هذه الصناعة في المملكة متطورة بشكل لافت في السنوات الأخيرة.
• ما هي أنواع الشوكولاته المتوفرة في الأسواق وماهي أسعارها التقديرية؟
•• منتجات الشوكولاته في السوق متعددة وكثيرة، والأسعار تعتمد على مصدر الشوكولاته الخام نفسها وطريقة تحضيرها، فهناك الجيد وهناك الأقل جودة. وتتراوح أسعار الشوكولاتة الجيدة ما بين 110 ريالات إلى 300 ريال، بالإضافة إلى أن الأسعار تتزايد في بعض حبات الشوكولاتة المغلفة والمزينة بشكل خاص.
• شهدت السوق السعودية في الآونة الأخيرة دخول شركات ووكالات ومستثمرين جدد، ما مدى انعكاس هذا الأمر على حالة السوق؟
•• إذا ما علمنا أن استيراد الشوكولاته مازال مرتفعا وأعتقد أن زيادة الشركات والوكالات والمستثمرين أمر جيد ومناسب، من ناحية تقليل حجم الاستيراد من الخارج، ومن ناحية المنافسة فإن ذلك في مصلحة المستهلك للحصول على جودة عالية بسعر جيد.
• كم حجم إنتاج المصانع السعودية للشكولاته، مقارنة بالمعدل المرتفع لسوق الشوكولاته السعودية.. ومتى نستطيع القول إن الصناعة المحلية تستطيع تغطية احتياجات السوق؟
•• مازالت المصانع السعودية لا تغطي كامل حصة السوق السعودي من استهلاك الشوكولاته، حيث لا تتجاوز 35%، وفي اعتقادي أنه خلال العشر سنوات المقبلة ربما يتم تغطية السوق المحلية بما يقارب 90%.